Social Icons

twitterfacebookgoogle pluslinkedinrss feedemail

jeudi 23 août 2012

الأزمة السورية ...تساؤلات و استشرافات



سبق لنا و في مقالات سابقة أن تحدثنا عن أوجه التشابه العديدة بين الحالتين الجزائرية فيما يسمى العشرية السوداء و الأزمة السورية , و شرحنا بالتفصيل الهجمة الإرهابية العالمية المتعددة الجنسيات التي تعرض لها البلدان تحت غطاء ما سموه الثورات و  حرية الشعوب و كيف تم استغلال هذه الحقوق من قبل قوى ظلامية رجعية لم تكتشف شعوبها بعد معنى كلمة  "الانتخاب" و نساؤها لا زلن يحلمن بقيادة السيارة و بالذهاب للتبضع بدون الحاجة إلى ...محرم !


فاقد الشيء ...يعطيه !  

القاعدة تقول أن "فاقد الشيء لا يعطيه" , و لكن في زمن الردة و الدجل الذي تعيشه مجتمعاتنا انقلبت كل المفاهيم , و صار الشيطان يخطب في الناس الفضيلة و الكارثة أن "قطعانا" واسعة من المجتمع صدقوا الكذبة.. !

ألم يتساءل أي منهم يوما عن سر هذا الحنان و الكرم المفاجئ الذي ظهر على مشيخات لورنس و استماتتهم في الدفاع عن "حقوق" السوريين , ثم عن أي حقوق يتحدثون ؟ مهما كانت درجة "استبداد" النظام السوري فهي لن تصل و لو جزءا من المليون لدرجة التخلف الفكري و الاجتماعي الذي تعيشه مجتمعات الأنظمة الإقطاعية القروسطوية الخليجية ؟

النظام السوري و ككل أنظمة العالم الثالث , يعاني من نقائص و يحتاج الى إصلاحات عميقة , و لكن لا أحد ينكر المجالات الفكرية و الإبداعية الواسعة التي يتمتع بها المجتمع السوري , أرقى أنواع الأدب و الشعر و الفن و الدراما في العالم العربي تنتجها سوريا , فأين هو الاستبداد؟ , إذا قارناه بما يحدث في مجتمعات المشيخات الرجعية الاقطاعية الخليجية التي تحولت إلى "قلاع للثوار" بقدرة قادر ؟

أتساءل في كثير من الأحيان عن العمى الذي أصيب به الكثير من المثقفين و "المفكرين" العرب و هم يضعون أيديهم بيد الرجعية و الظلامية الأعرابية لتساعدهم على التحرر و "الإبداع" ؟؟ هل وقعوا تحت تأثير الدعاية الإعلامية أم هو تأثير الدولار و اليورو على العقول ؟ ألا يعرفون أن أول من ستنصب لهم المشانق هم المفكرون و الأدباء و الفنانون إذا سقط النظام في سوريا ؟ أم أنهم قد ضمنوا لأنفسهم اقامات فاخرة في باريس و أنقرة بفضل سخاء شيوخ البترودولار تجعلهم لا يهتمون بما سيحدث و ليكن الطوفان من بعدهم !

هل مازال هناك من عاقل على وجه الأرض يصدق أن آل سعود و القطريين يصرفون كل هذه  الملايير من الدولارات لأجل سواد عيون السوريين , هل تصدقون أنه "لا قدّر الله"  مباشرة بعد سقوط النظام الجمهوري في سوريا "و هذا هو الهدف الحقيقي و ليس نظام الأسد" سينعم السوريون بأحلى ديمقراطية في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا تحت رعاية مشيخات الخليج و بحماية جماعات القاعدة الإرهابية ؟

 ألم يتساءل أحد عن سر هذه الاستماتة و الصلابة التي أظهرها النظام السوري و هو يتعرض لأكبر هجمة إرهابية عالمية في التاريخ ؟ تعلمنا من التاريخ أن الثورات الشعبية  الحقيقية لا تحتاج إلا لبضعة أسابيع أو أشهر لتُسقط أي نظام مستبد مهما كانت قوته , و أن الشعوب إذا انتفضت , لا يمكن لأي قوة في العالم أن توقفها , و لكن لماذا لم يحدث ذلك و لا يبدو أنه سيحدث في سوريا بعد الضربات الموجعة التي يتلقاها الإرهابيون  بعد كل "ساعة صفر" ...ألا يعني ذلك أن النظام السوري لا زال يتمتع بتأييد قطاعات واسعة من المجتمع و أن ما يسمى "ثورة" ليس في الحقيقة إلا مجرد حركات تمرد انفصالية طائفية مدعومة من الخارج تم تضخيمها ماليا و إعلاميا لأغراض انتقامية عند الأعراب و جيوستراتيجية بالنسبة للقوى الغربية ؟ ...ثم ما قصة هذه "الثورة الشعبية" التي لم تعد قادرة على مواصلة "ثورتها" و اضطرت للاستعانة بالآلاف من "المجاهدين" المتعددي الجنسية و المرتزقة "لتثور"...مكانها ؟ في بلد يتعدى تعداد سكانه ال 23 مليون , لم يستطيعوا جمع بضعة آلاف من "الثوار" ليصبح تعداد المرتزقة متعددي الجنسية أكبر من "الثوار" السوريين ؟؟... هناك خلل ما !

ليلة سقوط ..."سقوط دمشق"

لنعد إلى الميدان الآن ...و قصة "ساعة الصفر" و سقوط دمشق , السيناريو كان جاهزا , فقد تم تطبيقه من قبل في طرابلس الغرب , تسلل جماعات إرهابية متعددة الجنسيات إلى أحياء دمشق , ترويع السكان بإطلاق النار عشوائيا ...و الباقي ستتكفل به الجزيرة و العربية بإعلان سقوط العاصمة و البركة في "شهود العيان" و الفيديوهات ...

و لكن كان هناك مشكل , في الحالة السورية لا وجود للتغطية الجوية الأطلسية و القنابل الفوسفورية التي أحلها القرضاوي في ليبيا , و التي كانت السبب الحقيقي لسقوط طرابلس وعمليات الإنزال الجوية  للفرق الخاصة الفرنسية و البريطانية لفتح الطريق "للمجاهدين" ليأخذوا صورا أمام كاميرات الجزيرة و العربية ...حاولوا بكل الطرق استصدار قرار في مجلس الأمن و ضغطوا على روسيا و الصين ضغطا رهيبا وصل حتى تهديدهما بأنهما ستدفعان الثمن , ثم و كالعادة مجزرة جديدة تعودنا عليها عشية كل اجتماع لاستعطاف الرأي العام العالمي الذي بدأ ينتبه لخيوط المؤامرة على سوريا , ثم عملية اغتيال استعراضية و استخباراتية  لوزير الدفاع السوري لزعزعة النظام من الداخل و خلق انشقاقات كبرى في حالة عدم التمكن من استصدار قرارا من مجلس الأمن ...و لم يحدث شيئا من هذا !

سرعة رد فعل النظام السوري و تعويضه لوزير الدفاع بعد بضع ساعات فقط و كأن شيئا لم يكن  , ثم تأتي الضربة القاصمة من مجلس الأمن و الفيتو الروسي-الصيني ..و ينهار السيناريو "الليبي" ...
مأزق كبير وجدوا فيه أنفسهم , فهل سيعودون أدراجهم و يؤجلوا "ساعة الصفر" الموعودة  و تكون الفضيحة , أم سيواصلون و يرسلوا مرتزقتهم إلى كارثة ...

المعروف عن الأمريكي و الغرب عموما أنه لا يهمه حجم الخسائر في أي صراع كان إذا كان من سيموت و من سيدفع التكاليف... أعرابيا , وخاصة في حالة الجماعات "الجهادية" التي أثبتت عبر التاريخ أنها تعشق الموت و "الشهادة" خدمة للعم سام...وهم يكبرون !

فكان القرار أن يغامروا و يرسلوا زبانيتهم إلى المحرقة في دمشق...لعل و عسى تحدث المعجزة , و باستعمال نظرية  "و مالوا ؟ " القرضاوية... ليجدوا في مواجهتهم جيشا عقائديا شرسا ليس كميلشيات القذافي الغارقة في الفوضى  , لن ندخل في التفاصيل و لكن يكفي فقط التذكير  بنتيجة معركة دمشق... أكثر من خمسة آلاف ضحية في صفوف الجماعات المسلحة...أغلبهم من الأجانب !

الأمور الآن أصبحت واضحة , هو صراع بين مشروعين , مشروع وهابي اخواني ظلامي تدعمه مشيخات الخليج , و آخر وطني يدافع عن وطن وعن قيم حضارية متوغلة في أعماق التاريخ , ولا وجود لطريق ثالث في الأفق حاليا , نظام بشار الأسد و رغم كل أخطائه و نقائصه أصبح الآن على عاتقه مهمة ثقيلة و تاريخية , حماية الحضارة و التاريخ من هجمة "المغول" الجدد و هو يبلي بلاءا حسنا لحد الآن ... !

أتساءل أيضا , كيف سيكون مصير هذه الجماعات المسلحة إذا توقف الدعم الخليجي و التركي عنها ؟ الأكيد أنهم لن يتمكنوا من الصمود و سيرمون أسلحتهم و سيبحثون عن بؤرة "جهادية" في مكان آخر و "ممول" جديد , و هذا هو حال المرتزقة , المهم أن تدفع !

معركة حلب ...أو "ساعة الصفر" الجديدة !

"قرفونا" بقصص "ساعة الصفر" و الحسم في كل مرة ...فمنذ بابا عمرو إلى دمشق ثم الآن حلب و قنوات الجزيرة و العربية تتحدث عن قرب سقوط النظام و أن "الحسم" قادم ...و الضربات القاصمة و الانسحابات "التكتيكية" تتوالى !

بعد "محرقة" دمشق , وصل عرابوا العدوان على سوريا إلى العديد من القناعات , أولها أنه يستحيل إسقاط النظام السوري عسكريا , و الحل الوحيد هو استنزاف الأمة السورية اقتصاديا و أمنيا و البداية ستكون بالعاصمة الاقتصادية ...حلب !

و تُعطى الأوامر للجماعات المسلحة بالتوجه إلى حلب لممارسة "جهادها" في تحطيم الاقتصاد السوري و تخريب كل ما يمكن تخريبه , لا يهم إن حدثت محرقة جديدة في صفوفهم "و ستحدث" بما أنهم يعشقون الشهادة فداءا ...لأمريكا كعادتهم !

معركة حلب ستطول هذه المرة نظرا لموقعها الجغرافي و قربها من الحدود التركية و حكومة أردوغان الذي سيتكفل بإدخال آلاف "الجهاديين" ألمتعددي الجنسية بعد كل محرقة أو انسحاب "تكتيكي"...حتى يتم استنفاذهم !

مهما طالت معركة حلب فالنتيجة محسومة بين جيش عقائدي شرس يدافع عن وطنه و جماعات مرتزقة لا هدف لها إلا جمع الأموال ...و هنا يكمن الفرق !

و ماذا بعد ؟

بالعودة إلى الحالة الجزائرية في التسعينات من القرن الماضي و التي تعرضت لنفس الهجمة "الجهادية" الإرهابية العالمية و استطاعت القضاء عليها , فإننا ندعو السوريين إلى الأخذ بالتجربة الجزائرية في محاربة الإرهاب و التي أصبحت مثالا يُقتدى به و يُدرّس في معاهد أمنية عالمية .
أول شيء يجب معرفته هو أن هذا النوع من الجماعات الإرهابية تتبع نفس الطرق و التحولات في منهجها "الجهادي" , تبدأ أولا باختراق انتفاضات بسيطة للشعوب , ثم تركب عليها و تحاول أن تصل للسلطة "بالتي هي أحسن" إن أمكن ذلك كما حدث في مصر و تونس لنشر فكرها الظلامي و العودة بالشعوب إلى ما قبل التاريخ  ..

و في حالة عدم تمكنها من الوصول للسلطة سلميا ستنفض الغبار عن فتاويها التكفيرية الدموية التيمية و القطبية في تكفير الحكام أولا ثم تكفير عامة الشعب و تحليل دمائه و ستبدأ باللعب على الوتر الطائفي كما في الحالة السورية .

ما يميز هذه الجماعات أيضا أنها ترتكب نفس الخطأ القاتل كل مرة بدخولها في صدام مع المجتمع و هنا يحدث التحول و الشرخ مع  شبكات الدعم و سيتبرأ منهم كل من كان يتعاطف معهم و سيضطر المواطنون لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم و أعراضهم من جماعات لا ترى فيهم إلا كفارا و سبايا ...

أول خطوة على الحكومة السورية فعلها هي إعلان حالة الطوارئ فالوطن في حالة حرب تقودها العديد من الدول , ثم إنشاء قوانين و محاكم خاصة بمحاربة الإرهاب .

هناك عامل آخر مهم جدا , الحرب الاستخباراتية و محاولة اختراق هذه الجماعات لتفجيرها من الداخل و جعلها تتقاتل فيما بينها و هذا ما نجحت فيه المخابرات الجزائرية التي استطاعت إبادة جماعات بأكملها و بأسلحتها !

الحرب الاستخباراتية يجب أن تشمل أيضا تفكيك شبكات الدعم اللوجيستي و المعلوماتي في الأوساط الشعبية لهذه الجماعات و التي بدونها ستختنق و ستجد صعوبات كبيرة في تنفيذ عملياتها .

العامل المهم الآخر , هو تكوين ميليشيات شعبية للدفاع الذاتي و محاربة و ملاحقة الإرهاب و التي أثبتت فعاليتها في الحالة الجزائرية.

سيكون لنا مقال آخر عن إستراتيجية الحرب على الإرهاب بالنظر إلى العديد من التجارب العالمية و سنتحدث فيه بالتفصيل .

الأكيد أن الحرب على الإرهاب في سوريا ستكون طويلة و شرسة و المؤكد أن الانتصار سيكون حتما للشعب السوري كما انتصر الجزائريون.  


 بقلم :نايت الصغير عبد الرزاق

(كل الحقوق محفوظة)

 مواقع شهيرة نشرت المقال



جريدة التقدمية



موقع Syria Now
وكالة جهينة نيوز الاخبارية


                                                                  يتبع...

1 commentaires:

  1. مشكور على المقال, هناك فرق بين الارهاب في الجزائر كان يفتقد للدعم الاعلامي و الخارجي هدا ما يصعب الامور في سوريا.

    RépondreSupprimer

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.

 

من نحن ...Qui sommes-nous?

هذا فضاء للتفكير الحر , بعيدا عن كل تعصب ايديولوجي , حزبي أو مذهبي. لسنا الا مجرد ملاحظين محايدين لحركية المجتمعات الجزائرية , المغاربية , و العربية...لا نتبع أي أحد

Un espace dédié à la libre pensée , loin de toute idéologie ou d’idées partisanes , nous ne sommes que des observateurs neutres de tous les mouvements de la société Algérienne , Maghrébine et arabe .

جميع الحقوق محفوظة