Social Icons

twitterfacebookgoogle pluslinkedinrss feedemail

vendredi 21 septembre 2012

براءة الاسلام من .."براءة المسلمين"



بقلم : نايت الصغير عبد الرزاق
الآن و قد مرت العاصفة و هدأت بعض العقول , و بعد أن أحرق من أحرق و نهب من نهب و  بعد قتل السفير الأمريكي و التمثيل بجثته, لنقف و لو للحظة قصيرة و نقوم بتقييم ما "أنجزناه" , و ما هي النتائج التي حققناها و العبر التي استخلصناها ؟ و هل أتعضنا
بما سبق و هي ليست المرة الأولى و لن تكون الأخيرة التي يتم فيها الاعتداء على الدين الإسلامي و رموزه خاصة و على كل الأديان بصفة عامة في الغرب ؟ هل تحسنت صورتنا و صورة الإسلام لدينا أولا و لديهم و نحن أول من أساء للإسلام قبلهم بتخلفنا و جهلنا و ردود أفعالنا الحيوانية لاستفزازات غربية مدروسة علميا و اجتماعيا و سياسيا تهدف في أغلبها لتحقيق استراتيجيات بعيدة المدى لن يستطيع فهمها و التعامل معها شيوخ لازالوا يعيشون في القرون الغابرة و ينتظرون أوامر سلاطينهم و مخابرات أمريكا ليقرروا لنا كيف "نندّد و نشجب و نستنكر" ,و زعماء سياسيون أغلبهم عملاء و خونة لأسيادهم في واشنطن و لندن و باريس ...



بافلوف و التوريادور ... 

و كأننا أصبحنا فئران تجارب لدى الدوائر الغربية , و كأنهم صاروا يتحكمون حتى في ردود أفعالنا و يقررون متى "نثور" و إلى أي مدى يمكننا أن نصل في ذلك و يوجهوننا مستعينين في ذلك بأذنابهم في مجتمعاتنا , نحن نُسيَّر بردود الأفعال و ليس بأفعالنا , و حتى ردود أفعالنا لا نتحكم فيها .
الغرب صار يعرف جيدا نفسية المجتمعات المسلمة التي غرقت في فكر الكهنوت و التكفير و كره الآخر المختلف حتى و إن كان مسلما مثله , هم يتعاملون معنا الآن و في مخيلتهم ماكان يحدث عندهم في القرون الوسطى من طغيان للجهل و الكهنوت و صكوك الغفران و هم  "لأنهم يقرؤون و يستفيدون من التاريخ" يعرفون الكوارث التي كانت تُرتكب باسم الدين ...و يشجعوننا على إتباع هذا السبيل و يدفعون المال و السلاح و "المشورة" و الدعم لحركات "قروسطوية" لتتحكم في رقابنا باسم "الثورات"!   

سأكون أكثر صراحة و واقعية و و قسوة و سأقول أنهم يتعاملون معنا كحيوانات في أغلب الأحيان , فهم يروننا ككلب "بافلوف" الشهير و منعكسه الشَرطي لا نتحرك إلا إذا  رنّ لنا جرسهم  و لا يسيل لعابنا إلا إذا قرروا , فيعتلينا ذلك الشعور الكاذب بأننا نُحقق أهدافنا و نحن لسنا في الحقيقة إلا "كلابا" تخضع لقراراتهم و "أجراسهم" و صعقاتهم الكهربائية !  

في بعض الأحيان أيضا يتعاملون  معنا و كأننا مجرد ثيران في حلبات المصارعة الاسبانية الشهيرة , يخرجوننا من " الإسطبل" متى أرادوا , و ما على المصارع إلا أن يلوح لنا بقطعة قماش ليثيرنا و يستفزنا و يجعلنا نرغي و نقرر "الثأر" لكرامتنا و لكن كما أراد لنا هو , فنناطح القماشة و ننسى صاحبها الذي يستغل كل هجمة منا ليغرز سهما آخر في أجسادنا الضخمة البليدة و ليستنزف دماءنا و طاقتنا ثم يقرر هو مصيرنا ...عودة إلى الإسطبل في انتظار الحلقة القادمة أو ضربة سيف قاتلة تريحنا من عذابنا و تريح العالم أيضا من بلادتنا !

عن "براءة المسلمين" ...  !

"براءة المسلمين" ...ذلك الفيلم الهابط الذي  لم يكن صاحبه "الهابط أيضا" يحلم بمثل هذه الشهرة , ممثلون نكرة يصعب حتى نطق أسمائهم , كان موجودا على الأنترنت منذ ما يقارب الثلاثة أشهر و لم ينتبه له أحدا حتى تاريخ ال 11 من سبتمبر الماضي و التي تزامنت مع ذكرى أحداث نيويورك 2001  "ليست صدفة" ...لم يسمع به أغلبية المسلمين و العالم حتى جاءتنا صور بنغازي و السفير الأمريكي ...يُسلخ  !

لن نتحدث عن منتج الفيلم و مخرجه الذين يجب ملاحقتهم قضائيا و ماليا و ثقافيا و سياسيا و اجتماعيا و بطرق إنسانية و حضارية , فهم ليسوا مشكلتنا الحقيقية , لأن هذا النوع من الأنذال و المرتزقة لن ينقرضوا و سيبقون دائمي التواجد بيننا ...

المشكل فينا أولا و أخيرا ...الشيء الوحيد الذي أتفق فيه مع صاحب الفيلم هو عنوانه "براءة المسلمين" و فيه نوع من السخرية من "براءتنا" المزعومة و التي ندعيها و نحن لسنا أهلا لها ...نعم المسلمون اليوم ليسوا بريئين !

هل أحسنّا تسويق صورتنا للغرب , هل حقا نحن على خطى و أخلاق الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام ؟ ...لا أظن

لنضع أنفسنا أولا مكان مواطن من الدانمرك أو السويد و هو يقرأ عن فتاوي رضاع الكبير و زواج الفتيات في سن السادسة و جماع المرأة الميت و جلوس المرأة على الكرسي حرام و آخر يفتي بجواز أكل لحم الجن و أن توم و جيري حرام و غيرها من الكوارث "الدينية" التي بهدلت بالإسلام و يطلقها دجالون لديهم الملايين من الأتباع .

 كيف ستكون نظرة هذا المواطن الغربي لفتاوى تحرم على المرأة قيادة السيارة و تعتبرها نجاسة , كيف سيكون موقفه و هو يرى فتاوى وعمليات الذبح و السلخ باسم الإسلام ؟؟  سيصاب بالدهشة و القرف من هذا "الدين" , و هذا هو حال العامة في بلاد الغرب ...صورتنا صارت "وسخة" جدا بسببنا نحن و ليس بسبب الغرب ...

كيف نريد أن يحترمنا الغرب و نحن من فتحنا منابرنا و عقولنا و عقيدتنا لدجالين مرتزقة دمويين تكفيريين عاثوا في سماحة الإسلام فسادا ؟ نحن أول من اقترف جريمة الإساءة للإسلام بإتباعنا لمثل هؤلاء الكهنة الدجالين الذين جعلوا منا مضحكة الإنسانية و التاريخ و الجغرافيا , علينا أن نتحرر أولا من مثل هؤلاء و نحترم أنفسنا و عقولنا قبل أن نطالب الغير باحترامنا ...

من مشاهدتي لبعض الدقائق من ذلك الفيلم رأيت أن المخرج و بخبث كبير لم يقم إلا بسرد بعض "الروايات" الغريبة التي تُنسب لرسول الله (ص) و تسيء لمن قال عنه سبحانه       " وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ " و هي روايات صارت شبه قرآن و "متفق عليها" و لا يجوز التشكيك فيها حتى و لو كانت هي أول من يسيء لنبينا الكريم ...لننظف أمام بابنا أولا , كما يقول المثل الفرنسي ...لسنا بريئين !

و ماذا بعد ؟

من سخريات القدر أن أشهر و أنجح عمل حاول مخاطبة الغرب ليفهموا رسالة الإسلام السمحة و سنة رسوله الكريم كان فيلم "الرسالة" للمخرج السوري مصطفى العقاد و الذي انتهى ضحية لعمل إرهابي انتحاري هو وابنته , نتيجة فتاوى تُنسب لرسول الله ...و كأنهم يقولون أنهم الوحيدين الذين سيخاطبون الغرب بفتاويهم الشهوانية الدموية ليزيدوا صورتنا "إشراقا" ...

و من سخريات القدر أيضا أن من تكفل ماديا بإنتاج فيلم الرسالة كان الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي و الذي انتهى أيضا مذبوحا و مغتصبا بسبب فتاوى تنسب للإسلام كذبا و تُعرض جثته على الجماهير لعدة أيام أمام طوابير بالآلاف جاؤوا ليأخذوا صورا أمام جثة متحللة مع أطفالهم و أمام ...الكاميرات الغربية , لترى مدى احترامنا لحرمة الأموات في مجتمعاتنا و تزداد احتراما لنا ...هذه هي صورتنا عند الغرب !

لنعد إلى بداية القصة و سلسلة الإساءات و اشهرها و لنستعرض ما حققناه من "انجازات"

...كانت البداية مع رواية "آيات شيطانية" لكاتب هندي مغمور يسمى سلمان رشدي , يعاني من فقر مدقع و يسكن الأحياء الشعبية و "يتشعلق" كل صباح في حافلات النقل الهندية المشهورة ليصل عمله , رواية لم يكن ليسمع بها حتى أصدقاءه المقربون , لتقوم الدنيا و لا تقعد بعد أن قرأها أحدهم صدفة و تبدأ المظاهرات و الحرق و فتاوى القتل ...و النتيجة أن ذلك النذل أصبح الآن مليونيرا من أغني الكتاب في العالم يقود "رولس رويس" و يحرسه رجال أشداء و يحصل على جائزة نوبل و يصبح "رمزا" للحرية و يضعنا نحن المسلمين في صورة الهمج  ...

توالت بعدها "الإساءات" من تلك المرأة الصومالية التي أصبحت "بفضلنا" نائبة في البرلمان الهولندي , و ذلك النائب الهولندي الذي ازداد شعبية و فاز بدورة أخرى في البرلمان الهولندي , و رواية "أعشاب البحر" الهابطة التي كان يعلوها الغبار في رفوف مكتبات القاهرة لتصبح فجأة « best seller » و تبيع الآلاف من النسخ في أيام معدودة  بفضل أحد الشيوخ الذي رأى أنها "مسيئة" ...و القصص كثيرة و النتيجة واحدة !

آخر سيناريو , فيلم "براءة المسلمين" و الذي يبدو أن أهدافه ليست ثقافية و اجتماعية فقط كما كان يحدث سابقا , فهناك أمور سياسية و إستراتيجية كبرى بدأت تظهر بعض ملامحها و سنتحدث عنها في مقال آخر , و سنكفي بالحديث عن أبرز "انجازاتنا" كالعادة بعد الحادثة , و هي تتلخص في عملية "سلخ" السفير الأمريكي الذي لاناقة  له ولا جمل في القضية و هو الذي كان تحت ميثاق العهود و الأمان في تقاليدنا , و حوالي 12 قتيلا في اليمن و السودان و مصر و تونس , وخسائر مادية بالملايين ستدفعها الدول المسلمة و من جيوب فقرائها كالعادة ...و 40 مليون مشاهد للفيلم أغلبهم مسلمون !

و لكن ابرز نتيجة و هي الأهم بالنسبة لنا و" لهم" خاصة ...عودة المارينز و الطائرات الأمريكية إلى التحليق في سمائنا بحجة الدفاع عن سفاراتها و موظفيها ...و فقط !
  
 نفاق أم جهل ؟

يتحكمون حتى في "مظاهراتنا" و يسيرونها كما يريدون عبر أذيالهم المتأسلمين في بلداننا, الناس ربما لا تعرف أن منتج و مخرج الفيلم إسرائيليين , فلماذا لم يتجه من نادوا للتظاهر للسفارة الإسرائيلية في القاهرة ؟

لماذا لم تتجه المظاهرات إلى السفارات السعودية و هي من أكبر الممولين للاقتصاد الأمريكي و للإنتاج السينمائي في هوليود عبر أمرائها و أثريائها الذين يملكون حصصا كبيرة في ابرز شركات الإنتاج السينمائي الأمريكي ؟

لماذا لم نرى نفس ردات الفعل و المظاهرات  و أطفال غزة "وقبلهم أطفال العراق"  يُحرقون منذ بضع سنوات بقنابل الفوسفور الأبيض و هي جريمة أكبر من الإساءة للرسول الأعظم , لماذا لم نتحرك و نحن نرى أنجاسا من المارينز و هم يتبولون على جثث مواطنين أفغان , لماذا لم تحركنا صور سجن أبو غريب في العراق؟

متى سنترك المجال للمفكرين و المستنيرين و الفلاسفة ليتكفلوا بالرد عوض ترك المجال لدجالين مأمورين و للغوغاء ؟

قلناها و سنعيدها , نحن أول المسيئين لرسول الله (ص) , بجهلنا و نفاقنا , و سنبقى دائما حقلا للتجارب و لمخططات أمم جعلت من العلم و العقل طريقا لها ...و قد وجدوا لنا الثغرة طالما أن "فكر" الغوغاء و الجهل هو من يتحكم فينا ...

نايت الصغير عبد الرزاق


(كل الحقوق محفوظة)


4 commentaires:

  1. لم تترك لي مجالا للتعليق اخ نايت .........و احسبني من الغوغاء.............ههههههههههه

    RépondreSupprimer
  2. لم تترك لي مجالا للتعليق اخ نايت .........و احسبني من الغوغاء.............ههههههههههه .............ربيع

    RépondreSupprimer
  3. برد قلبك يا أخي ربيع ...وا غوغاآه ..

    RépondreSupprimer
  4. je passe mon temps à blanchir les pages noircies par l'ignorance et les réactions grégaires des musulmans et comme me l'a dit un de mes amis européens: l'Islam est une religion pour des gens intelligents..Cela résume tout

    RépondreSupprimer

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.

 

من نحن ...Qui sommes-nous?

هذا فضاء للتفكير الحر , بعيدا عن كل تعصب ايديولوجي , حزبي أو مذهبي. لسنا الا مجرد ملاحظين محايدين لحركية المجتمعات الجزائرية , المغاربية , و العربية...لا نتبع أي أحد

Un espace dédié à la libre pensée , loin de toute idéologie ou d’idées partisanes , nous ne sommes que des observateurs neutres de tous les mouvements de la société Algérienne , Maghrébine et arabe .

جميع الحقوق محفوظة