Social Icons

twitterfacebookgoogle pluslinkedinrss feedemail

lundi 25 juin 2012

محمد مرسي...ثم ماذا بعد؟

بقلم :  نايت الصغير عبد الرزاق
التهاني تتهاطل... !

برقيات التهاني مازالت تتلاحق على رئيس مصر الجديد , فبعد أوباما الذي اتصل شخصيا لتهنئته ووزير الخارجية البريطاني الذي عبر عن سعادته العارمة ...و على حسابه الشخصي على التويتر , جاء الدور على المشيخات الخليجية و على رأسها قطر التي لم تتوقف الى الآن في اعلان دعمها المعنوي (بعد المالي و الاعلامي طبعا !)  لمرشحها و مدللها , تعبها لم يذهب سدى و الحمد لله.

أيام عصيبة عاشها المصريون و ضغوطات كبيرة مورست على المجلس العسكري منذ انتهاء العملية الانتخابية , بدأها مرشح الاخوان بتلك الخرجة الغريبة والفريدة من نوعها في تاريخ الانتخابات في العالم بأسره , عندما أعلن نفسه رئيسا لمصر و عمليات الفرز لم تنتهي بعد...و على الساعة الرابعة صباحا  و المصريون نيام !؟

رئيس الفجر ... وبوضع اليد !

تساءل الكثير عن المغزى من مثل هذا الاعلان و هذه الندوة الصحفية الغريبة و المصريون لم يفرقوا بعد بين الخيط الأبيض و الخيط الأسود ! , ألم يكن باستطاعته انتظار طلوع الشمس ليعلن "الخلافة" على مصر مثلا ؟

الحقيقة التي غفل عنها الجميع , تكمن و ببساطة في الفرق في التوقيت بين القاهرة ...و واشنطن و نيويورك ! , في تلك الساعة و حتى و ان كان المصريون نائمين فهي ساعة الذروة في بلاد العم السام و مراكز القرار فيه ... الندوة كانت موجهة للأمريكان , الساعة الرابعة صباحا بتوقيت القاهرة  هي حوالي التاسعة مساءا في أمريكا ...باختصار !

حادثة غريبة أخرى , لم ينتبه لها الكثيرون , وكالة رويترز و قناة CNN  أعلنتا فوز المرشح الاخواني قبل الندوة الصحفية المشهورة بحوالي ساعة...يعني حوالي الثالثة صباحا بتوقيت القاهرة ؟؟...فكل شيء كان يسير وفق توقيت واشنطن ! كل هذا و عمليات فرز الصناديق لم تنتهي من حساب اكثر من نصف الأصوات المعبر عنها.

زيارة مدير المخابرات العسكرية القطرية لمصر في تلك الفترة و التقائه بالعديد من القيادات الاسلاموية و الذي تحدثت عنه الصحافة المصرية , و الأكيد أنه لم يأتي الى مصر لزيارة الأهرامات و الأقصر !

و كأن كل شيء كان مخططا له , و عملية التأثير على الرأي العام و فرض الأمر الواقع و التهديدات للمجلس العسكري بتصريحات متتالية لهيلاري كلينتون عن ضرورة "احترام الارادة الشعبية" و التي صارت تعني بالمفهوم الأطلسي حكم الاسلامويين حلفاء الغرب و محمياتهم الطبيعية التاريخية .

المجلس العسكري و القوى الجمهورية في مصر و كأنها رضخت للأوامر و التهديدات, فبدأت بمجموعة من المناورات لانقاذ ما يمكن انقاذه بدءا بحل برلمان "الآذان" و مشروع قانون "جماع الوداع" الذي لم يزد الحالة السياسية و الاقتصادية و الثقافية الا تدهورا و انحطاطا , ثم باصدار مراسيم لتحديد مهام الرئيس الاخواني المقبل ( بعد ان تأكدوا من استحالة قبول حلفائه الأمريكان و الخليجيين بغيره رئيسا لمصر) ,و مسكه أيضا بكل صلاحيات السلطة التشريعية , قوانين ستجعل من الرئيس القادم "منزوع الدسم" مجردا من كل الصلاحيات و قد نجحوا في ذلك لحد الآن .

أيام قليلة قبل اعلان النتيجة , بدأنا نلاحظ رجوع ما يسمى المليونات و التي أصبحت هذه المرة أكثر تهديدا للأمن القومي المصري بتصريحات نارية لبعض الزعماء الاسلامويين لا تريد أن ترى أي رئيس آخر غير مرسي , لن نتحدث عن الترسانات الرهيبة من الأسلحة التي تم ضبطها من طرف اجهزة الأمن المصرية و التي يبدو تزامنها مع فترة الانتخابات غير بريء .

المدة الزمنية الطويلة لاعلان النتيجة لم تزد الشارع المصري الا ارباكا , أصبحت فيها مصر على كف عفريت و لكنها في الحقيقة لم تكن الا فترة للمفاوضات وراء الكواليس و الغرف المظلمة , بين العسكر و الاخوان و أطراف داخلية و خارجية تدعمهم , فالطعون التي تم الحديث عنها في ندوة اعلان النتائج كانت بسيطة جدا و لا تحتاج لكل هذه المدة من التدقيق , و كان الاتفاق قد تم على محمد مرسي ...و لو لفترة قصيرة تجنبا لأي انفجار و الكل يعرف مدى قدرة بعض الأطراف الخليجية على زعزعة استقرار الدول ذات النظام الجمهوري و تأليب الشعوب ضد جيوشها النظامية و باستعمال الفزاعة الاسلاموية ,جينيرالات مصر رضخوا ربما للضغوطات من أجل مصلحة مصر و النظام الجمهوري  حتى تهدأ الأمور , ثم ربما سيكون مصيره كالبرلمان الذي تم حله  !

لست من الذين يعتقدون بنظرية ما يسمى معاداة و شيطنة "حكم العسكر" التي يراد بها خلق جو من العداوة بين الشعوب و جيوشها و خاصة في الدول التي تمتلك جيوشا قوية كمصر و الجزائر و سوريا , الجيوش النظامية الآن صارت هي العقبة الأخيرة لاسقاط آخر الأنظمة الجمهورية لاقامة "خلافات" و مشيخات موالية على الطريقة الخليجية و هذا ما يراد لمصر الآن. أليس العسكر التركي هو الذي انسحب من الحياة السياسية بعد أن قدم على طبق دولة حديثة و متطورة لزميلهم أردوغان؟

و الآن و قد صار محمد مرسي رئيسا لمصر , ما الذي سيحدث ؟

اول شيء يجب أن نتساءل عنه هو هل سيلتزم الاخوان بالعهود مع الجيش المصري أم سينقضونها كالعادة ؟

ألم يعلنوا من قبل أنهم لن يقدموا مرشحا للرئاسيات و سيكتفون باقتسام السلطة و الحفاظ على التوازنات , ليفاجئوا الجميع بتقديمهم لثلاث مترشحين للرئاسة ...ضربة واحدة ! بالاضافة الى محاولتهم الهيمنة على لجنة صياغة  الدستور بالاضافة الى قانون العزل السياسي الذي صاغوه بطريقة فاضحة يستهدف شخصية معينة بذاتها.

 خطأ فادح سبب ردة فعل عنيفة من الجيش و القضاة في مصر و كلفهم حل تأسيسية صياغة الدستور و البرلمان و باستعمال القوانين التي فصلوها هم بذاتهم لضرب غيرهم , ما يثبت انعدام أي رؤية مستقبلية أو استشراف , و "هواية" سياسية تجعلنا نتساءل عن مصير مصر اذا تمكنوا فعلا من السيطرة على كل مفاصل الدولة.

هل سيكررون نفس الأخطاء التي عرفوا بها طوال التاريخ و لم يتعظوا و كأنها جزء من تركيبتهم الفكرية , و ذلك في دخولهم في كل مرة في صدام مع الجيوش النظامية و المجتمعات و تدخلهم السافر في خصوصيات الأفراد و حياتهم الشخصية ؟ شخصيا أشك في ذلك , بالنظر الى تاريخهم و ادبياتهم , فنفس الظروف تؤدي الى نفس النتائج , و لم تحدث اي مراجعات أو تجديد لأفكار "شيوخهم" و مفكريهم المعروفين و الذين يصلون الى درجة القداسة بالنسبة لاتباعهم .

ثم ماذا عن مدنية الدولة ؟

 يحاولون في الكثير من الأحيان مغالطة الرأي العام بالقول أنهم سيستلهمون تجربتهم القادمة من أردوغان . يجب التذكير بشيء , اردوغان أعلنها امامهم في مصر و قال أن الدولة التركية التي يقودها "مدنية و علمانية , علمانية  , علمانية" أعادها عليهم ثلاث مرات لعلهم يفهمون , فهل سيجرؤون على قول نفس الشيء و يستلهموا من أفكار مثلهم الأعلى ؟ ...يستحيل و على ضمانتي !
اردوغان ليس اسلامويا و لا اخوانيا , هو فقط الرئيس التركي الوحيد منذ اتاتورك الذي تجرأ و قال أنه مسلم ...و فقط , و كفى مغالطات !

و ماذا عن الثورة ؟

أتمنى فقط أن تبقى صلاحيات الرئيس الجديد محدودة , و الا فالحركات الثورية اليسارية منها و الليبيرالية هي أول من سيدفع الثمن بارتكابها لخطأ استراتيجي و تحالفها مع الرجعية و نزولها الى الميدان معها , كان عليها أن تتكتل في جبهة واحدة ثالثة مناهضة لهيمنة العسكر و الاسلامويين في نفس الوقت ...

الصدام القادم !

الصدام و كالعادة بدأ فمن شب على شيء شاب عليه , و "أول الغيث" اعلان محمد مرسي أنه لن يقسم اليمين الدستورية الا أمام البرلمان المنحل قانونا , هو تحدي للقضاء و للقانون المصري , و سيسيل كثيرا من الحبر الأيام القادمة ...فربما  يريد أن يقسم أمام المرشد...المرجع و الولاء الوحيد للاخوان , حتى و ان اعلنوا غير ذلك .

ثاني صدام سيكون في ساحة التحرير , بعد اعلان المعتصمين أنهم باقون حتى انسحاب الجيش من الحياة السياسية  رغم فوز مرشحهم , و من هنا سيبدأ "الزحف" و الوعيد في الأيام القادمة .

الصدام سيبقى و على اشده و سيزداد , و سيحدث نفس سيناريو البرلمان و تأسيسية الدستور .

شيء آخر , هناك دعوى قضائية بحل جماعة الاخوان المسلمين في أدراج المحكمة الدستورية , تماما كما كانت قضية حل البرلمان  في طي النسيان و تم نفض الغبار عنها و تفعيلها في رمشة عين !...الخطأ القادم سيكون ثمنه حل الجماعة نهائيا و الدعوى القضائية تم تأجيل النظر فيها الى شهر سبتمبر المقبل .

بالنظر الى فكر هذا النوع من الحركات , فالصدام معها حتمي , والتاريخ يقول انها هي دائما من يدفع الثمن !

الأكيد أن مصر ستعيش صيفا حارا جدا ...سينتهي بحل جماعة الاخوان , ان لم يتعظوا مرة أخرى , خاصة أن شعبيتهم صارت في انحدار رهيب , , فمن أكثر من ثلاثين مليون صوت في الانتخابات البرلمانية نزلوا الى ثلاثة عشر مليون صوت و بصعوبة , أغلبهم صوت ضد شفيق و ليس للاخوان ... !

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.

 

من نحن ...Qui sommes-nous?

هذا فضاء للتفكير الحر , بعيدا عن كل تعصب ايديولوجي , حزبي أو مذهبي. لسنا الا مجرد ملاحظين محايدين لحركية المجتمعات الجزائرية , المغاربية , و العربية...لا نتبع أي أحد

Un espace dédié à la libre pensée , loin de toute idéologie ou d’idées partisanes , nous ne sommes que des observateurs neutres de tous les mouvements de la société Algérienne , Maghrébine et arabe .

جميع الحقوق محفوظة