نايت الصغير عبد الرزاق
لن أستفيض
كثيرا في سرد أهم مراحل حياتي التي كانت في أغلبها مقرفة و لا حدث قبل أن أتحوّل الى "شيخ" , مراحل طويلة
كنت فيها "عتروسا" و بالضبط منذ أن اختار لي أحد اصدقاء طفولتي لقب
"العتروس" (و له اسبابه المنطقية في ذلك !) , لقب بقي
ملازما لي الى غاية اليوم الذي حدثت فيه المعجزة و الانقلاب الذي غير حياتي , كان
يوما خير من مليون يوم , تنزلت فيه كل خيرات الأرض عليّ بعده , كان ذلك اليوم
المشهود و الذي لن أنساه طوال ما حييت , عندما سمعت زميل لي "عتروس" مثلي
و في وسط جمع من "العتاريس" و هو يناديني : " يا شيخنا
الفاضل , ما رأيك في ..." , لا أتذكر شيئا عن سؤاله , ولكن ما كان يهمني ,
ذلك اللقب الجديد الذي سأحمله من الآن فصاعدا و منافعه التي لا تُعد و لا تُحصى ,
عرفت حينها أن حياتي ستتغير جذريا و أن "تعبي" لم يذهب هباء , فقد انتهى
زمن "التعترس" الى غير رجعة و جاء زمن "المشيخة" ...