لا
احبذ كثيرا الحديث عن أمور يعرفها العام و الخاص , أبسط بائع للسجائر في
الطريق أو أي طفل أو مراهق يمكنه أن يحدثك عن "الحكومة" و عن بوتفليقة و عن
"السراقين" و يعيد عليك ما سمعته عند الذي قبله , افتح أي جريدة و ستجد
ذلك بالتفصيل الممل ...و لكن ماهو الجديد , ماذا تقترح باستثناء تلك
المطالب المشخصنة لكل واحد " زيدولنا الشهرية , باغي سكنة , باغي خدمة "
...الكل يعرف هذا و لا داعي "للعك" ...
رؤيتي للأمور أعمق و أنا
متابع لكل الأحداث , و أحاول النظر الى المجتمع ككتلة واحدة و آلة تتحرك
نحو الأمام أو الى الخلف ... أحاول أن أفهم كيف يمكن تحريك هذه الكتلة
الضخمة و سبب رفضها التحرك ...
باختصار و على ضمانتي ...لن يصلح
حال هذه المجتمعات المتخلفة التي يسكنها فكر عفن , الا بعد أن تتحرر فكريا و
تتخلص من الظلامية و الدموية التي تتوارثها جيلا بعد جيل ... لا تتعبوا
أنفسكم في انتقاد الحكومة , انتقدوا أولا ذلك البائع الغشاش و ذلك الموظف
المرتشي و ذلك المعلم المتحايل على تلاميذه ليحصل على دروس خصوصية و ذلك
"الامام" الذي يتاجر بالدين و ذلك الشاب الذي يقضي وقته في لعن الحياة و
بالتمتع بدروس عذاب القبر و التكفير ولايكلف نفسه قراءة كتاب و لكنه لا يتوانى عن الافتاء لغيره ...حكوماتكم ليست الا نتيجة لخيباتكم
...أنتم من تحاربون التطور و تكفرون المفكر و الشاعر و المجدد و ليست
الحكومة ...
في بعض الأحيان , أكتشف أن الحكومات و بكل مساوئها و فسادها , كانت أكثر انفتاحا و تقدمية و تحررا من شعوبها , لولا جرأة هذه الحكومات لما سمعنا يوما في مجتمعاتنا عن حقوق المرأة في التعليم , و لبقيت عادات كثيرة بالية و حجرية متجذرة و شبه مقدسة في مجتمعاتنا , مجتمعات لازالت تبدي "مقاومة" شرسة للكثير من الأفكار و حكوماتها تشعر برعب كلما حاولت أن تفرض فكرا جديدا حضاريا عليها .
رؤيتي للأمور أعمق و أنا متابع لكل الأحداث , و أحاول النظر الى المجتمع ككتلة واحدة و آلة تتحرك نحو الأمام أو الى الخلف ... أحاول أن أفهم كيف يمكن تحريك هذه الكتلة الضخمة و سبب رفضها التحرك ...
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.