Social Icons

twitterfacebookgoogle pluslinkedinrss feedemail

mardi 30 avril 2013

اعترافات كرسي



أنا متأكد الآن أن أجدادنا من الكراسي الأوائل لم يكونوا ليتصوروا أن فصيلتنا ستصل الى كل هذا الاهتمام و الأهمية بين بني آدم , عشق يكاد يصل الى درجة الهوس و العبادة , لا يتوانون عن ارتكاب أبشع الجرائم من قتل و سرقة و كذب و احتيال للوصول الينا
و الجلوس علينا و التشبث بنا أطول مدة ممكنة الى أن يرث الله البلاد التي يحكمونها و من عليها, يحبوننا أكثر من آبائهم و ابنائهم , تحضرني الآن تلك القصة التي حكاها لي "كرسي" صديق , عن ذلك الرجل الذي انقلب على والده و أدخله السجن فقط ليجلس على أحد "زملائنا" هناك , و الغريب أن هذا الرجل قد أصبح اليوم يتحكم في العديد من بني جلدتنا ...عفوا من "بني خشبنا" , يوزعنا كما يشاء ...

أصدقكم القول أننا نحن فصيلة الكراسي و في الكثير من الأحيان, نشعر بالحياء و تأنيب الضمير من أفعال البشر , رغم أننا نعرف أنه لا ناقة لنا و لا " بول بعير" في كل ما حدث و ما يحدث و سيحدث بسببنا , فمجرد التفكير أن كل تلك الجرائم التي يرتكبها "الجالسون" علينا عبارة عن جرائم "عاطفية" بسبب العشق و الحب و الغيرة التي تصيبهم لأجلنا , يجعلنا نستحي من الانتماء لفصيلة الكراسي و نندم على اليوم الذي خُلقنا فيه ...

لست متعمقا كثيرا و لا عالما بأمور التاريخ و لا أستطيع أن أُجزم بالتحديد عن الفترة الزمنية التي ظهر فيها جدنا "الكرسي الأول" على وجه الأرض , و لكن و حسب بعض الروايات "الكرسية" المتداولة , يُقال , و العهدة على القائل أن ظهور أول كرسي في التاريخ كان بعد زمن قليل فقط من ظهور آدم و حواء , و هناك من يقول أنها بضعة أجيال فقط بعد خلق البشر , فبالعودة الى كتاب الكراسي المقدس الذي لا يختلف كثيرا عن كتب البشر , نجده يقول ( في البدأ كان البشر و ظهر ابليس , ثم جاءت الكراسي ) و هذا ما يفسرأننا ظهرنا مباشرة بعد بداية تعامل ابليس مع بني البشر كما أن هناك رواية أخرى تقول أننا  (خُلقنا من "عقل" أعوج ) ...

رغم أن علاقتنا مع بني آدم قد ساءت كثيرا منذ أن بدؤوا بالتعامل مع ابليس للجلوس علينا , الا أننا لا ننكر أبدا أن ابن آدم كان السبب الرئيسي في وجودنا و أنه هو من اخترعنا و لازلتا نحترمه رغم كل ما فعله , و لسنا نعرف بالتحديد متى و من اخترعنا , رغم أن هناك العديد من الأساطير و الروايات التي يتداولها مؤرخوا الكراسي عبر التاريخ و لكن أغلبها غير موثوقة و لن نستفيض في سردها , و لكن الرواية الأقرب للحقيقة و التي يتداولها جميع الكراسي بمختلف مستواياتهم هي تلك التي يحكيها مؤرخ الكراسي الكبير , العالم "ابن كرسون" و الذي يتحدث عن أن علاقة البشر مع الكراسي في بداياتهم كانت جيدة و لم تكن الكراسي في الأزمنة الغابرة بكل هذا التنوع , فقد كان لكل بشري كرسيا من حجر يستعمله فقط للراحة من تعب يوم حافل برحلات الصيد و الهروب من الديناصورات , و بعد مرور مئات من السنين , حدثت مجاعة , جعلتهم يتقاتلون على الطعام و لم يكن يحصل على ما يسد الرمق الّا الأقوياء و الأشداء و المحتالين منهم و الذين قرروا أن يحتفظوا بالحصة الأكبر من الطعام لهم و لأقربائهم , ثم حدثت صراعات أخرى بين الأقوياء للسيطرة على الطعام , ليتمكن في الأخير فرد واحد منهم من التحكم في كل مصادر الرزق بسبب قوته و بطشه و وحشيته , و لتخضع له كل اقبيلة فيما بعد و تصنع له كرسيا فاخرا من الجلد و عظام الديناصور , ليتكرم عليها ببعض الفتات من مخازن الطعام التي يمتلكها , و كان هذا أول ظهور لجدنا "الكرسي الرئاسي" الأول في التاريخ و الذي كان سببا في سوء علاقتنا مع البشر ...

ثم يواصل مؤرخنا "ابن كرسون" قصته و يتحدث عن ثاني كرسي فاخر ظهر في تاريخنا , ففي نفس القبيلة التي كنا نتحدث عنها , كان يعيش رجل غريب الأطوار , كلامه عبارة عن طلاسم غير مفهومة و كان يتحدث دائما عن قرب نهاية العالم و بالعقاب لكل أهل القبيلة  و أنه سيكون المخلّص و المنقذ من سوء العاقبة لكل من اتبعه , و كان أهل القبيلة يتجاهلونه , الى أن جاء يوم كانت كل القبيلة مجتمعة فيه و يحدث فجأة كسوف للشمس و يعم الظلام و يصاب الناس بالذعر , ليظهر الرجل الغريب الأطوار و يقول لهم أنه قد سبق له أن حذرهم من العقاب و لكنهم لم يسمعوه , و أن الشمس قد غضبت و ذهبت و لن تعود , ثم قال أنه يمكنه استرضاءها و اعادتها و بدأ بتمتمة بعض من تلك الطلاسم التي عودهم عليها و ولتحدث المعجزة و تعود الشمس ...و منذ ذلك اليوم ظهرت فصيلة جديدة من أجدادنا... "الكرسي المخلّص" , و لتقوم القبيلة بوضع "الكرسي الرئاسي" بجانب "الكرسي المخلّص" , الأول للتحكم في أرزاق البشر و الآخر لحراسة الشمس .

كانت هذه الرواية التي نراها الأقرب للحقيقة عن بدايات ظهور أجدادنا الكراسي و كيف بدأت تظهر فروع و أصناف منها و علاقاتها مع البشر , طبعا حدثت الكثير من التغييرات و لكن المبدأ و الهدف بقي ثابتا و لم يتغير الى يومنا هذا ....  
 
... يُتبع

(كل الحقوق محفوظة)

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.

 

من نحن ...Qui sommes-nous?

هذا فضاء للتفكير الحر , بعيدا عن كل تعصب ايديولوجي , حزبي أو مذهبي. لسنا الا مجرد ملاحظين محايدين لحركية المجتمعات الجزائرية , المغاربية , و العربية...لا نتبع أي أحد

Un espace dédié à la libre pensée , loin de toute idéologie ou d’idées partisanes , nous ne sommes que des observateurs neutres de tous les mouvements de la société Algérienne , Maghrébine et arabe .

جميع الحقوق محفوظة