Social Icons

twitterfacebookgoogle pluslinkedinrss feedemail

mercredi 1 janvier 2014

معارضة أو "معاريض" ؟

بقلم : نايت الصغير عبد الرزاق

تصوروا لو تم تنظيم استفتاء و سبر آراء عالمي لكل الأنظمة و الدول و السلط الموجودة على سطح الأرض و كان موضوعه عن رأي تلك الأنظمة في طبقتها السياسية المعارضة و نظرتها لها , أنا شبه متأكد أن النظام في الجزائر سيكون متصدرا لقائمة الدول التي تشعر بالراحة من "معارضتها" , راحة تكاد تصل درجة الاعجاب و الحب في أحيان كثيرة , النظام الجزائري يشعر أنه محظوظ بامتلاكه لمعارضة فريدة من نوعها في العالم , و هو يقوم برعياتها و السهر على احتياجاتها... و لن يرضى بغيرها بديلا !

السُّبات الشتوي الخماسي

من أشهر صفات المعارضة عندنا , انها بالاضافة الى مهنة "المعارضة" , فهي تتمتع بخاصية حيوانية أو بالأحرى عند بعض الفصائل من الحيوانات , انها ظاهرة "السبات الشتوي" و التي تصيبها بحالة من النوم العميق و شتاء "سياسي" فتتحول الى كائنات "سبوتة" , مع اختلاف جوهري عن عالم الحيوانات حيث أن "شتاء" المعارضة عندنا طويل و طويل جدا و يصل في بعض الأحيان الى خمس شتاءات متواصلة بالتمام و الكمال , لتستيقظ فجأة و تعود لها الروح و الحيوية مع حلول كل ربيع انتخابي , مع العلم أنها  في أغلب الأحيان تجد صعوبة كبيرة في الاستيقاظ من سباتها و تحتاج لمساعدة..النظام !

اللفيف الأجنبي

و هو فصيل لا يمكنه ممارسة المعارضة الا من الخارج , و الغريب في هذا الفصيل أنه على عكس كل معارضات العالم , يجعلك تشعر أن بلدك تعيش الحرب العالمية الثالثة و لا هدف لهم الا اعطاء اسوأ و ابشع صورة عن الجزائر بحق أو عن غير حق في اغلب الاحيان , و تصوير أنفسهم أنهم مطاردون و مهددون رغم أن لا أحد يعيرهم اهتماما , لسبب بسيط , فكلما صدقهم البعض في قصص ملاحمهم الاغريقية , كلما ازدادت حظوظهم في تجديد ... بطاقة اقامتهم في لندن أو باريس !
أتذكر قصة أحدهم كان معروفا بعلاقاته مع فصيل ارهابي , بقي لأشهر طويلة يعلن على صفحته أنه قد قرر العودة الى الوطن ليواصل "نضاله" و يتحدى النظام  على أرضه , و بعد أن عاد الى "وطنه" لم يجد أحدا بانتظاره , لا شعبا و لا نظاما و لم يسمع به أحد , و بعد زمن قصير , قرر أن يعود الى لندن , لأنه اكتشف أن "النضال" في البلد "ما يوكلش الخبزة"

المطاردون

و هذا صنف آخر , لا يمكنه أن يعود الى البلد ليس بسبب مواقفه السياسية و لكن بسبب قضايا و اختلاسات و احتيال و ثأر عائلات ضحايا من العشرية السوداء , فيتخذ من المعارضة مهنة و بطاقة لجوء سياسي و تجارة و غطاء.

الحاقدون و الحاسدون

هذا النوع يمارس المعارضة لتصفية حسابات شخصية أو حسد من شخص أو صديق سابق له استفاد من نعم النظام و ارتقى في الرتب أما هو "ما صحلوا والو" , فتجده يتساءل لماذا هو و لست أنا , هذا النوع تجده من أشرس المعارضين و أكثرهم سبا و قذفا في النظام و كأنه يقول للمتحكمين في السلطة "نحن هنا , تفكرونا شوية و سنسكت " , و الأمثلة من هذا النوع كثيرون في النظام حاليا , و نجدهم منتشرين خاصة بين طبقة "المثقفين" , فيكفي أن تعينه الدولة حتى كمدير لدار شباب أو سينما أو مكتبة بلدية, ليتحول فجأة الى حمل وديع مطيع !
أغلبهم يعرف أن السلطة تقوم بين الحين و الآخر بارسال "المصعد" و هم يكثرون من الصراخ ليس دفاعا عن مصالح الشعب و لكن ليُفتح لهم باب المصعد و يصعدوا و يستمتعوا كما استمتع و يستمتع الآن الكثير من زملائهم السابقين في المعارضة

الأرانب

و هؤلاء "معارضون" تتم صناعتهم في مخابر السلطة , شخصيات و احزاب , يتم تقديمها على أنها معارضة و تُسلط عليها الاضواء الاعلامية لاعطائها حجما أكبر منها و نفخها أمام العامة و لاعطاء بعض "النكهة" و الحماس و المصداقية للسباقات الانتخابية و تنتهي مهمتها مباشرة بعد نهاية الموعد الانتخابي بعد أن تقبض الثمن مالا أو منصبا .
أخيرا , أغلب من يدعون اليوم معارضة النظام ليسوا في الحقيقة الا جزءا من بنية هذا النظام و هم يعرفون ذلك جيدا و راضون , هم في الحقيقة ليسوا بمعارضين و لكنهم مجرد "معاريض" , دورهم الوحيد هو حضور الأعراس و الولائم و الرقص على أنغام البندير و ... الدربوكة!
 
نُشر على موقع : الجزائر 24 

 (جميع الحقوق محفوظة)

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.

 

من نحن ...Qui sommes-nous?

هذا فضاء للتفكير الحر , بعيدا عن كل تعصب ايديولوجي , حزبي أو مذهبي. لسنا الا مجرد ملاحظين محايدين لحركية المجتمعات الجزائرية , المغاربية , و العربية...لا نتبع أي أحد

Un espace dédié à la libre pensée , loin de toute idéologie ou d’idées partisanes , nous ne sommes que des observateurs neutres de tous les mouvements de la société Algérienne , Maghrébine et arabe .

جميع الحقوق محفوظة