Social Icons

twitterfacebookgoogle pluslinkedinrss feedemail

mercredi 1 janvier 2014

عودة "الخليفة" في زمن الخلافة


بقلم : نايت الصغير عبد الرزاق

يقال و العهدة على القائل , أن زمن الخلافة سيعود قريبا الى الجزائر , بعد أن غاب عنها لما يقارب العقد من الزمن و ترك قلوبا كثيرة مجروحة و مشتاقة و جيوبا مليئة و أخرى مثقوبة و مفلسة ... نعم , يمكن للخليفة العادل أن يتسبب في افلاس البعض, فهذا جزء من العدل أيضا , فمهنته و وظيفته ليست فقط في ملأ الجيوب و لكنه أيضا يمكنه أن يتسبب في فراغها و خراب بيوتها , فهو لا يستطيع أن يملأ جيبا أو حسابا بدون أن يقوم بافراغ و افلاس أخرى , انها قاعدة علمية معروفة , فلا شيء يأتي من فراغ , و كل شيء يتحول و ينتقل , بما فيها الجيوب و الحسابات و الفيلات و البطاقات البنكية !

الحقيقة هي أنه و ككل الخلفاء , لديه الكثير ممن لا يتمنون عودته الى منصب الخلافة , ليس لأنهم يكرهونه , حاشا لله , و لكن لأنهم يحبونه , أو على الأقل كانوا يحبونه و كانوا من اشد أتباعه و من أفضل شيعته و حاشيته و قد كان يغدق عليهم بدون حساب مقابل بعض الخدمات البسيطة فقط فهو لم يكن يطلب الكثير , كانت طلباته تتلخص في مقال يمدحه على جريدة أو قصيدة أو برنامج تلفزيوني يتحدث عن فضائله أو تجمع شعبي معارض أو تابع لسلطة الخلافة يتحدثون فيه عن عبقريته و كرمه و حسن تدبيره, فالرجل لم تكن طلباته تعجيزية و قد كان يتكرم بقناطير من الذهب و الفضة على كل من يحقق له بعضا من طلباته البسيطة و بالكثير من البطاقات الفضية و الذهبية و الماسية و رحلات الى بلاد الجن  و الملائكة و حتى السند و الهند , واقامات في قصور من ألف ليلة و ليلة تتبعها سهرات و حفلات حمراء و وردية و بكل الألوان و ليال ملاح تدوم حتى بعد أن يتوقف الديك من الصياح ! 

خصلة حميدة كان معروفا بها الخليفة السابق في زمن الخلافة , و هي أنه و ككل الخلفاء , كانت رعايته و كرمه و عطفه تشمل كل الرعية , فهو لم يفرق أبدا بين مؤيد أو معارض له , الجميع عنده سواسية في العطايا و المكرمات , سواء كانوا من أهل الحل و العقد أو من المعارضين للخلافة و الخوارج و حتى من الجماعة "بتوع ربنا" , و لم يستثن حنانه و عطفه الرعية و الرعاع , الجميع و بدون استثناء كان يطمع في كرمه , منهم من استفاد و منهم من كان ينتظر , و منهم من أخذ "زومبة" و هؤلاء أغلبهم من الرعية كان قد وعدهم بفوائد طائلة لأموالهم و "بما يرضي الله" , ان هم قاموا بوضعها في "بيت المال" الذي أنشأه لهذا الغرض , و لكن شهادة لله , فغرضه كان شريفا و لكنها القاعدة العلمية التي تحدثنا عنها سابقا , ملأ جيوب هو حتما افراغ لأخرى !

و ككل الخلفاء أيضا , فقد تعرض بعد أن تمت ازاحته عن الخلافة لنكران الجميل من كل اللذين أغدق عليهم من علية القوم و النخب الاعلامية و السياسية و الرياضية , الجميع يتبرأ منه و يقول أنه لم يعرفه يوما و لم يستلم منه و لا قطعة ذهبية أو فضية واحدة , نفس الأشخاص الذين كانوا يعلنون طقوس البيعة و الطاعة له على جرائدهم و قنواتهم و نواديهم و تجعاتهم الشعبية و مؤتمراتهم , تحولوا اليوم الى "خوارج " ينقضون البيعة السابقة و هم الذين كان "لحم كتافهم" من خيره و كرمه , و كلما سمع أحدهم يتحدث عن الشرف و "النظافة" تذكر رؤوسهم و هي تنحني له و عيونهم و هي تُجهش من الحب و الايمان بعد أن يستلموا "الهدية" ثم يقول بالدارجة " يخدع اللي يامنكم يا طحاحنة  " .

آخر الأخبار تقول أن "الخليفة" السابق قد عاد الى البلد من بلد يُقال أنه تحكمه ملكة لا يظلم عندها أحد و يجتمع على أرضها كل أتباع "الخلافة" و هي عادة تقوم بتكوينهم و تمويلهم و اعادتهم لبلادهم لاقامة "الخلافة" بالتي هي "أخشن" , و لكن عودة الخليفة السابق هذه المرة ليست لاستلام الخلافة الضائعة منه الى غير رجعة , و لكن ليكون له دور جديد في الصراع الدائر بين الطامعين في الخلافة , منهم من فرح كثيرا لعودته و منهم من أصابه مرض البواسير و منهم بدأ يفكر في مغادرة السباق لمنصب الخلافة حتى ينفذ بجلده من قصص "ألف ليلة و ليلة" مع الخليفة السابق , الخليفة السابق يعرف جيدا أنه ليس الا مجرد لعبة في سباق الخلافة و سيحاول أن يخرج بأقل الأضرار و بأكبر المكاسب من هذه اللعبة و قد اقسم أنه سيُغرق كل ناكري الجميل و هو يفكر حاليا في نوعية "الصفقة" التي سيعقدها مع الجناح الأقوى , لأنه يعرف جيدا أن الجميع و بدون استثناء قد ذاقوا من العسل  !

نُشر على موقع  , الجزائر 24

جميع الحقوق محفوظة

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.

 

من نحن ...Qui sommes-nous?

هذا فضاء للتفكير الحر , بعيدا عن كل تعصب ايديولوجي , حزبي أو مذهبي. لسنا الا مجرد ملاحظين محايدين لحركية المجتمعات الجزائرية , المغاربية , و العربية...لا نتبع أي أحد

Un espace dédié à la libre pensée , loin de toute idéologie ou d’idées partisanes , nous ne sommes que des observateurs neutres de tous les mouvements de la société Algérienne , Maghrébine et arabe .

جميع الحقوق محفوظة