بقلم : نايت الصغير عبد الرزاق .
جدل و لغط كبيرين
أعقبا إقصاء المنتخب الجزائري من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم , سال الكثير من
الحبر و اللعاب في محاولة تحليل أسباب
النكسة و الكل يدلي بدلوه , ساعات طويلة من الحوارات و النقاشات على استيوهات القنوات
الفضائية الخاصة و العامة , و المثير في كل هذا درجة التناقض الصارخ في التحليل بين قناة و أخرى و بين صحيفة و جريدة
و موقع, تناقضات تجعلنا في العديد من الأحيان نتساءل عن سرها , فلا يعقل أن تجد
قناة أو صحيفة تمدح عمل المدرب البوسني و الفيديرالية ثم و بضغطة زر واحدة تقع على
بلاتو تلفزي آخر يمارس عملية
"سلخ" و يتهم المدرب بكل مساوئ الدنيا
!
فكعادة مجتمعاتنا
التي تعتبر كرة القدم فيها شبه دين و إذا أضفنا لها حالة التخلف و التعصب التي
نعيشها , فستجد نفسك أمام "تحليلات" تتعامل بمنطق الأسود و الأبيض و لا وجود لمنطقة رمادية
لديها , و اغلبها ناتج عن خلفيات بعيدة عن كل منطق و حياد , فهناك من حاول استغلال
الإقصاء سياسيا و على رأسها طائفة من "المعارضة" و التي من إفلاسها
السياسي و الفكري و الشعبي لم تجد الا نتيجة مقابلة في كرة القدم لتعبر فيها عن
معارضتها و "استيائها" من التسيير و من النظام !
هناك أيضا من حاول
تصفية بعض الحسابات الشخصية , أو أن يستغل الفرصة ليظهر على الشاشات و الصفحات و
هناك من كانت له حسابات "تجارية" مع رئيس الفديرالية بسبب رفضه لبعض
الصفقات و الامتيازات التي كان يحظى بها في السابق .
سقوط
الشيخ ...
أبرز مفاجآت مابعد
كأس افريقيا , السقوط الأخلاقي الحر للشيخ
رابح سعدان في طريقة انتقاده اللاذعة للمدرب الوطني حاليلوزيدش, العارف و المتتبع
لتاريخ المدرب السابق رابح سعدان سيتفاجأ بما تراه عيناه و تسمعه أذناه منه و هو
المدرب الذي عرف عنه طوال مسيرته تحفظه الشديد في الحديث عن زملائه المدربين , لم
يسبق لي شخصيا أن سمعته ينتقد مدربا مهما كانت نتائجه أو سيرته , ليحدث هذا
التغيير الجذري فجأة و بطريقة فظة و غليظة و غير مبررة , تعدت الناحية الفنية و
التقنية و وصلت حد الحديث عن أمور شخصية تخص المدرب البوسني !! ...فأي "بعوضة
لسعت الشيخ" , و ما سر هذا التغيير الجذري في شخصيته ؟؟ لتعرفوا الإجابة
اسألوا قناة الشروق و خلفياتها المعروفة و التي سنأتي على ذكرها , و التي يبدو
أنها استطاعت التلاعب بالشيخ و تحرضه و ...تغريه ! , و كيف حولت استديو
تحليل مقابلات كأس إفريقيا إلى جلسات سلخ للمدرب الوطني , و حديث عجائز !
غروب
..."الشروق"
قناة الشروق
الجزائرية و التي تحولت منذ مدة إلى ناطقة رسمية لقطر و لكل من يسبح بحمد قطر و كل
قدماء الفيس و دجالين يخرجون الجن بالبصاق, فتحت قناتها للمدرب الوطني السابق سعدان
الذي تحدثنا عنه بالإضافة إلى نكرتين في عالم الكرة كانت كل نتائجهما السابقة
"مصائب" كروية , منهما ذلك الذي كان مساعدا لسعدان و كان يقتصر دوره على
إيقاظ اللاعبين صباحا مع لقب "مساعد المدرب الوطني" , اقتصر دورها على
مهمة واحدة ...السلخ الكروي لحاليلوزيدش ...
الكثير ربما يتساءل عن سر هذه الحملة الشرسة
التي تقودها هذه القناة على المدرب البوسني و تركيزها على ضرورة عودة اللاعب
السابق زياني ؟؟ ...حاولوا فقط أن تبحثوا عن الفريق الذي يلعب فيه زياني حاليا و ستفهمون سبب هذه الشراسة "الشروقية"
دعوه
يعمل ...و سيمر
لا أحد ينكر مرارة
الإقصاء و الخيبة من النتائج , لكن لا أحد
يمكنه أن ينكر أيضا التحسن الكبير و التنظيم و الكرة الحديثة التي قدمها الفريق
الجزائري , شخصيا لم أشاهد الفريق الجزائري يلعب بهذه الطريقة الجميلة و الممتعة
منذ زمن ماجر و بلومي , طريقة التحكم في الكرة و تسييرها على أعلى مستوى و صلت
لأكثر من 500 تمريرة في المقابلة في الوقت
الذي كان لا يتعدى ال 150 تمريرة في عهد سعدان و في أفضل الأحوال .
حاليلوزيدش معروف
بقوة شخصيته و هو ما لا يتناسب مع لاعبين كانوا الآمر الناهي في عهد سعدان وصلوا
حد اختيار قائمة اللاعبين و هو ما جعلهم يظنون أنه حتى بعد انتقالهم إلى إحدى أضعف
البطولات في العالم في قطر فلن يجرأ أحد على إبعادهم من المنتخب , وهم معروفون ,
الجميع لازال يتذكر التدخل السافر في شؤون المنتخب لوالد اللاعب زياني حتى في
اختيار اللاعبين المغتربين و الصحفيين الذين يتم اعتمادهم للحديث مع الطاقم الفني.
المدرب البوسني
يكتفي في تربصاته بمركز سيدي موسى في الجزائر , وكلنا يتذكر رحلات "الاستجمام"
التحضيرية في أعالي جبال سويسرا و طائرات الهيليكوبتر لإنزال زياني و جماعته و ليكافئونا
بثلاثيات و رباعيات متتالية في مرماهم , كلنا يتذكر "تربص" بن شيخة
السياحي على سواحل ماربيلا باسبانيا لمدة شهر كامل تحضيرا لمقابلة المغرب و التي
انتهت بفضيحة رباعية مراكش ...هذا هو الفرق بين البوسني و هؤلاء , الاحترافية
الأوروبية ! و هذا الذي يخيفهم !
جزائريون
رغم أنوفكم ...
أسطوانة مملة و
غبية صرنا نسمعها و بتكرار ممل , عن قصة اللاعبين "الفرانكو-جزائريين" و
التشكيك في وطنيتهم و تلك المزايدات "الخشبية" في وطنية من يتحدث
الفرنسية أو الانجليزية و الغريب أن اغلب من يروجون لهذه النظرية لا يحسنون اي لغة
حتى العربية .
هم لاعبون
جزائريون و دمائهم و جيناتهم جزائرية و أسماءهم جزائرية شاءت الظروف فقط أن يولدوا في بلاد المهجر , حب من حب و كره من
كره , ومن حقهم و واجبهم اللعب مع بلدهم الأم , وطن أجدادهم !
بقلم :نايت الصغير عبد الرزاق
(جميع الحقوق محفوظة)
لا حول و لا قوة الا بالله. تبقى يا شيخ سعدان رمزا وطنيا رغم كل المحاولات لتشويه اسمك و التقليل من انجازاتك.
RépondreSupprimer