Social Icons

twitterfacebookgoogle pluslinkedinrss feedemail

dimanche 10 mars 2013

الجزائر ...و الخطر القادم


كثر الحديث هذه الأيام عن بوادر "ربيع" جزائري و عن "زهور" بدأت تتفتح في جنوب البلاد لتعلن عن بداية موسم الهجرة و الانفصال عن الشمال ,انتشرت على الشبكة  مواقع و صفحات بعدد الأرواح التي تزهق في سوريا و هي تدعو إلى "الثورة " , صفحات أغلبها يتم تسييره من الخارج و من بلدان "الربيع" التي تريد "الخير" كعادتها للجزائر و تريد أن تشاركها "نعمة" الهناء و الرخاء و الأمن الذي تعيشه منذ أن تحولت الى محميات خليجية ...


لا أحد تساءل ربما عن سر تزامن الضربة الإرهابية في ان أميناس على قاعدة سوناطراك البترولية , و الضربة الإعلامية التي تتحدث عن فضائح سوناطراك ؟ لسنا هنا لنبرر الفساد المالي المعروف في هذه "الشركة – الدولة" و لكن لماذا الضربتين في نفس الوقت ؟ هل الهدف هو فضح الفساد أم الهدف الحقيقي و المخفي هو ضرب شركة سوناطراك  التي تعتبر واحدة من ركائز الأمة الجزائرية إضافة إلى الجيش ؟ ألم يتساءل أحد عن سر إصرار أمير قطر في آخر زيارة له إلى الجزائر على الاستثمار في ...الجنوب الجزائري و بملايير الدولارات و الكل يعرف نوعية "استثمارات" هذا الرجل في العالم العربي ,و اسألوا سوريا و مصر و تونس فهم أعلم ؟؟ ألم يتساءل البعض عن الحرب العالمية لأسواق الغاز للسيطرة على السوق الأوروبية و التي تريد أن تدخلها قطر و لكنها ترى في الجزائر و سوناطراك خاصة منافسا لها في أوروبا ؟؟ ثم لماذا الآن فقط تظهر كل هذه الفضائح التي يعود اغلبها إلى سنوات لتطفو للسطح فجأة مباشرة بعد موقعة تيغنتوين ؟ هل الذين يقومون بهذه التسريبات للصحافة و في هذا الوقت بالذات دفعتهم غيرتهم على الوطن و على أمواله و على شعبه أم هي تصفية حسابات ؟

المعروف أن الدولة الجزائرية مبنية على ركيزتين , الجيش بفرعه المخابراتي و شركة سوناطراك , و أي محاولة لإسقاط الدولة يجب أولا أن تبدأ بإسقاط إحدى هاتين الركيزتين أو كلتاهما في نفس الوقت , و عملية ان أميناس و "حملة" الفضائح المالية التي بدأت تُسرب هذه الأيام تسير نحو هذا الهدف , و الأخطر في كل هذا هو في إمكانية انجرار بعض فئات الشعب نحو هذا "الحق" الذي يُراد به باطل و خروجه بحثا عن "الربيع" على الطريقة العربية !!  و خير دليل على ذلك ظهور بعض النداءات لانفصال الجنوب الجزائري عن الوطن , حركات تحدث ضجيجا إعلاميا كبيرا رغم انعدام أي قاعدة شعبية لها , و لكن التجربة أثبتت أن الإعلام الخليجي المعادي للجزائر مبدئيا , يمكنه أن يصنع لك من بضع عشرات من "الناشطين" ...مليونية , و من تدخل بسيط لأفراد الشرطة ...مجزرة , و من إرهابي ...مناضلا في حقوق الإنسان !!

الجزائر التي عرفت أقوى هجمة إرهابية منظمة و ممولة  في التاريخ (مع سوريا) في تسعينات القرن الماضي و استطاعت أن تكسر شوكتها و تبيدها , لازالت تواجه أخطارا تهدد أمنها و مصالحها , الجزائر هي آخر نظام جمهوري في منطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط لم يتعرض بعد لفوضى و دمار "الربيع العربي" و استطاع أن يصمد أمامه , عليه أن ينظر بعين الجد و الحذر الى تهديدات من نوع آخر يمكننا أن نختصرها في النقاط الآتية :

-        الإرهاب الدولي :  
في عالمنا اليوم , الإرهاب لم يعد مقتصرا على دولة بعينها , فقد تحول الى تهديد عالمي يمكن له أن يضرب في أي مكان , و الحالة الجزائرية أكثر تعقيدا و خاصة في جنوب البلاد و تلك التحالفات التي حدثت بين مافيا تهريب المخدرات و السلاح و المارلبورو و جماعات القاعدة , حتى أنه لا يمكن الفصل بينها , هذه الجماعات يمكنها أن تشكل تهديدا خطيرا جدا على أمن البلاد و على اقتصادها و قواعدها البترولية , و ردة الفعل الشرسة و القوية للجيش الجزائري في حادثة ان اميناس كانت أحسن رد لهذا النوع من الجماعات الدموية , الضرب بيد من حديد و نار و بدون رحمة , و بمبدأ " يمكنك أن تُحدث ضررا و لكن تأكد أنك لن تنجو بجلدك "
جانب آخر يجب الانتباه إليه أيضا و قد تحدثنا عنه بالتفصيل في مقالات سابقة, و هو ضرورة العمل على تجفيف منابع الإرهاب الفكرية و المالية .

-         الفساد  
لا أحد ينكر درجة الفساد المالي و فضائح الرشاوى التي ما فتئت تنخر أجهزة الدولة و التي أصبحت "الرياضة الشعبية"الأولى, جميعنا ننادي بمعاقبة كل من تثبت ادانته بهذا النوع من الجرائم بحق الشعوب من ابسط مواطن الى أعلى اطار أو وزير , على الشعب أن يواصل نضاله السلمي للضغط على الدولة  لكشف هؤلاء المجرمين و فضحهم و ملاحقتهم و تقديمهم للعدالة , نريدها أن تصبح ثقافة و تقاليد مجتمعية عفوية و ليست "موسمية" و ضربات تحت الحزام و تصفية حسابات سلطوية كما يحدث دائما عند اقتراب الانتخابات الرئاسية أو خبطات صحفية و مؤامرات خارجية  تهدف إلى جر المواطن إلى متاهات سيكون الوحيد الذي سيدفع ثمنها , الشيء الأكيد أن الذي قام بتسريب فضائح سوناطراك ليس بريئا أو أكثر "نظافة" من الذين يريد فضحهم ...
 
-         الحركات الانفصالية
أخطر تهديد للأمة الجزائرية في الوقت الحالي هو تلك الدعوات الغريبة و الشاذة التي بدأت تظهر في بعض المناطق و التي تنادي بالانفصال عن الوطن الأم , وطن دفع الملايين من الشهداء ليحقق وحدته , ليظهر بعض المغامرين و الباحثين عن الشهرة و الذين لا يخفى على أحد علاقاتهم السرية مع بعض الأطراف الأجنبية من جهة و الإرهاب من جهة أخرى , شرذمة من الخونة ضخمتهم صفحات المواقع الاجتماعية و اليوتوب و الأموال الخليجية و جعلت منهم مدافعين عن حقوق البطالين  , يتزعمهم نادل مقهى سابق يقول أنه بطّال و علامات الترف بادية عليه, و محاولتهم اختراق منظمات شبابية في جنوب الجزائر مدافعة عن حقوق البطالين و تحويل مطالبها إلى حركة انفصالية خطيرة ستهدد أمن البلاد عامة و الجنوب الجزائري خاصة .

أول حركة من هذا النوع ظهرت في منطقة القبائل و كان يتزعمها المدعو فرحات مهني الذي يبدو أن إقامته الطويلة و الدائمة في فرنسا قد أنسته العقلية الأمازيغية القبائلية التي لا ترى بُعدها في منطقة القبائل فقط بل تمتد إلى كل الجزائر , فالقبائلي العادي يرى أن كل الجزائر أمازيغية و ليست ولاية أو ولايتين فقط , و لم يدفع بمئات الآلاف من الشهداء لتحرير منطقته فقط و لكن لتحرير كل الجزائر , فآخر مسيرة لهذه الحركة في عاصمة منطقة القبائل بمدينة تيزي وزو  لم يتمكن فيها من جمع الا بضع عشرات اغلبهم أتى بهم الفضول أو للسخرية !! .
فشل مخطط الانفصال في منطقة القبائل , جعل المتآمرين يغيرون وجهتهم نحو الجنوب باستغلال ظروف الشباب الصعبة في صحراء الجزائر , و الخطر يكمن في ذلك التحالف المعروف بين حركة " شباب الصحراء" الانفصالية و الإرهاب , يجب أيضا الانتباه إلى تلك العلاقة التي اكتشفتها مصالح الأمن بين احد أفراد هذه المجموعة و جماعة ابو زيد الإرهابية و الذي قام بإنشاء شركة كبرى لتأجير السيارات ...لسوناطراك !

الحديث سيطول عن المخاطر المحدقة بالوطن في هذا الظرف الذي تميزه الاضطرابات و التحالفات التي قامت بين بعض دول الربيع و الإرهاب , فقد أصبح للإرهاب "دول" و حكومات تأويه في المنطقة و تخلق له قواعد خلفية على أراضيها لضرب الجزائر .

أدعو كل الجزائريين إلى الحذر ثم الحذر و التعامل بحكمة و ذكاء مع كل المستجدات لعدم الوقوع في الهاوية مرة أخرى , نعم للمطالبة بالحقوق و لكن لا أحد سيقبل بتخريب البلد و عودة أنهار الدماء مرة أخرى , لا نريد لأولادنا أن يعيشوا عشرية سوداء ثانية ستكون الضربة القاضية و القاصمة لبلد اسمه الجزائر .

(جميع الحقوق محفوظة)


0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.

 

من نحن ...Qui sommes-nous?

هذا فضاء للتفكير الحر , بعيدا عن كل تعصب ايديولوجي , حزبي أو مذهبي. لسنا الا مجرد ملاحظين محايدين لحركية المجتمعات الجزائرية , المغاربية , و العربية...لا نتبع أي أحد

Un espace dédié à la libre pensée , loin de toute idéologie ou d’idées partisanes , nous ne sommes que des observateurs neutres de tous les mouvements de la société Algérienne , Maghrébine et arabe .

جميع الحقوق محفوظة