Social Icons

twitterfacebookgoogle pluslinkedinrss feedemail

dimanche 31 mars 2013

حكامنا الفضائيون

بقلم :  نايت الصغير عبد الرزاق .

كنت أتساءل في الماضي إن كانوا حقا يعيشون وسط شعبهم أو على الأقل يقاسمونه نفس الأرض و نفس الوطن و إن كانوا ينظرون إلى الرعية من فوق أبراجهم العاجية العالية من حين لآخر , فالمنطق يقول أنهم سيضطرون في بعض الأحيان إلى فتح نوافذ قصورهم للنظر إلى "الأسفل" إذا تعالت الصرخات ليعرفوا من هؤلاء "قليلي الأدب" الذين تجرؤوا و حاولوا أن يفسدوا عليهم حياتهم الهادئة و يخيفوا حيواناتهم الأليفة المطيعة !

كانت هذه هي تساؤلاتي سابقا, هل حكامنا و حاشيتهم يعيشون معنا في الجزائر ؟ و لم أكن يوما أتصور أن هذا التساؤل سيتطور و يزداد تعقيدا كما هو عليه اليوم , صرت الآن أشك أنهم يعيشون معنا ...على كوكب الأرض !!

منطقيا , إن افترضنا مثلا أنهم قد قطعوا حبل الوصال مع بلدهم و لم يعودوا يتذكرونه إلا في أوقات اقتسام الغنائم و المناقصات الدولية خاصة لأن الوطنية منها لم تعد تهمهم , فهم على الأقل يعيشون معنا على نفس الكوكب و يرون بأعينهم و "جيوبهم" ما الذي يحدث حولهم من حركية و تطور عند باقي الأمم و يتعلموا منهم و يفيدوا أنفسهم أولا كعادتهم ثم و بدون أن يشعروا سينتقل بعض فُتاتهم إلى بلدانهم كما يحدث في الكثير من بلدان العالم الثالث ...لا شيء من هذا حدث , همهم الوحيد هو ملأ بطونهم و جيوبهم , أما أن ينظروا حولهم و يتأثروا لعل و عسى فذلك يعتبر من المستحيلات السبع على كوكبهم !

حكامنا و وزراؤنا فضائيون , لا يعيشون على كوكب الأرض و لا يعلمون شيئا عنه و لا يعرفون لحد الآن ما الذي يحدث حولهم و الأكيد أن الكوكب البعيد الذي يقطنونه متخلف جدا و لايزال في مرحلة الحمام الزاجل  و لا علاقة لهم بالتكنولوجيا الحديثة و وسائل الاعلام و الاتصال التي ربما يعتبرونها ضربا من ضروب السحر و الشعوذة !

في وقت أصبحت فيه وسائل الإعلام بمختلف فروعها سلاحا تستعمله الأمم "الأرضية" للدفاع عن أمنها و لشن حروب هجومية على غيرها , لازال وزيرنا "الفضائي" للإعلام يتفلسف كسابقه و يجعل لنا من الحبة قبة و يصور لنا قانون الاعلام الذي لن تتعدى كتابته بعض الصفحات و كأنه علم فضائي صعب المراس و يحتاج الى سنوات ضوئية طويلة ليخرج علينا به ! , منذ أكثر من سنتين , و عندما قرر رئيس الكوكب أن يبدأ بحزمة من الإصلاحات , كان قانون فتح الإعلام السمعي و البصري من أهم القوانين التي وعدونا بها و لازلنا ننتظر , و لكن العيب فينا و ليس فيهم , كان علينا أن ننتبه إلى مقياس الزمن عندهم , فهو مختلف جدا على ما هو عليه على كوكب الأرض , فهم عندما يتحدثون عن السنوات, يقصدون السنوات ...الضوئية !

كارثة و فضيحة أخرى تضرب قطاعا مهما جدا في عصر الثورة التكنولوجيا الرقمية , قضية إطلاق رخصة الجيل الثالث من الهاتف النقال (3G) , الوزير "الفضائي" الذي أخذ على عاتقه بعث هذا القطاع و منح الرخصة قبل نهاية شهر مارس من سنة ...2013 فضائية ! , يبدو أننا لم نستوعب بعد و لم نفهم وزيرنا في مقياسه الفضائي للزمن .

و لأن الزمن أسرع على كوكبنا الأرضي , فقد انتقلت الأمم من ال 3G الى 3G+ و أغلبها الآن تستعد لل 4G , و بعد إطلاق الخدمة في التشاد و الصومال منذ بضعة أشهر , لا زلنا ننتظر لحد الآن وصول وزيرنا و نزوله من مركبته الفضائية .

علينا ألا نكون متشائمين لهذه الدرجة و من الواجب أيضا أن نكون منصفين لحكامنا الفضائيين , شهادة لله , يحدث لهم من الحين و الآخر أن ينزلوا إلى كوكبنا و بالتحديد إلى بلدهم الأصلي المسمى الجزائر حينما يتعلق الأمر بقطاع البترول و الغاز و سوناطراك , حينها تجدهم يتحولون الى أرضيين أقحاح و يضبطون حتى ساعاتهم على التوقيت الأرضي ...أو أسرع            !


                                                          (جميع الحقوق محفوظة)

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.

 

من نحن ...Qui sommes-nous?

هذا فضاء للتفكير الحر , بعيدا عن كل تعصب ايديولوجي , حزبي أو مذهبي. لسنا الا مجرد ملاحظين محايدين لحركية المجتمعات الجزائرية , المغاربية , و العربية...لا نتبع أي أحد

Un espace dédié à la libre pensée , loin de toute idéologie ou d’idées partisanes , nous ne sommes que des observateurs neutres de tous les mouvements de la société Algérienne , Maghrébine et arabe .

جميع الحقوق محفوظة